Propellerads

mercredi 1 mai 2013

خطر إرهابي جديد يهدد تونس


أعلنت الجماعات السلفية الجهادية في تونس هذا الأسبوع ولاءها لتنظيم القاعدة، وتلبية دعوته للجهاد.
دعوة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الأحد 17 مارس لمحاربة الفرنسيين والغربيين والعلمانيين وباقي من أسمتهم بـ "الأعداء" لقيت ترحيبا من جانب السلفية الجهادية التونسية حسب ما جاء على لسان زعيم الحركة محمد أنيس الشايب ليومية الصباح .
وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها الجماعات السلفية الجهادية في تونس بصفة رسمية ولاءها لتنظيم القاعدة. دعوة التنظيم الإرهابي تأتي في وقت حرج بالنسبة للبلاد التي لا تزال أوضاعها مضطربة.

عودة الجهاديين من الصراعات في مالي وسوريا، والأسلحة الليبية التي لا تزال متداولة في المغرب الكبير، 

تواجه تونس تحديات أمنية غير مسبوقة.


وتخشى تونس من أن تتحول البلاد إلى معقل جديد للقاعدة.
ناقوس الخطر بدأ يدق قبل أشهر. فحتى قبل صدور بيان القاعدة، كان زعيم حركة أنصار الشريعة التونسية، الذي لا يزال مشتبها في 
هجوم 14 سبتمبر علىالسفارة الأمريكية في العاصمة التونسية قد أعلن عدم تأييده لانخراط الشباب التونسي في الجهاد في الخارج.
وقال أبو عياض واسمه الحقيقي سيف الله بن حسين إنه عوض الذهاب إلى سوريا للجهاد، على الشباب التونسي بدء صراعهم المتطرف في بلدهم.
وقال الزعيم السلفي الشهر الماضي في شريط على يوتيوب "تونس بحاجة إلى شبابها وأطره أكثر من أي بلد آخر".
"أبو عياض قال إنه يعتبر تونس المكان الطبيعي للجهاديين حاليا في سوريا" حسب ما أدلى به المحلل السياسي نور الدين مباركي لموقع زوايا .
وقال مباركي "السلفيون الجهاديون يرفضون المشاركة في العملية السياسية ويعتبرون الديمقراطية نوعا من الردة ويدعون لتطبيق الشريعة".
المحلل الأمني التونسي هاشمي ميرة أكد أن هناك تشجيع للسلفيين في البلاد "لتأسيس إمارة إسلامية".
تعليقات القادة التونسيين جاءت صريحة حول هذا التهديد.
فقبل أسبوع، قال علي العريض رئيس الحكومة الجديدة إن الإرهاب يمثل أبرز خطر يهدد الأمن القومي التونسي سواء الذي يأتي من الخارج أو ذلك الذي يكون في الداخل.
وقال "أقصد بالإرهاب جماعة منظمة تستخدم العنف والسلاح ضد الأفراد أو للسيطرة على السلطة".
توافد المتطرفين المتدربين على القتال يأتي من جبهتين. ففرع القاعدة في سورياجبهة النصرة يستغل التعاطف مع الشعب السوري لإغراء مقاتلين جدد من المغرب الكبير، مثلما استقطب المتطرفون المسلحون في مالي المجندين بتصوير الحرب الدائرة كنداء ديني.
وهم الآن بدؤوا طريق العودة إلى بلدهم.
وللحد من أعدادهم، أطلقت النيابة العامة في تونس العاصمة يوم 19 مارس حملة اعتقالات واسعة النطاق في صفوف الجماعات المتطرفة التي تجند الشباب التونسي للجهاد في بلدان أخرى وبالخصوص سوريا، حسب ما أورده موقع تينيزي نيمريك .
وبدأ المتطرفون الناشئون محليا من أنصار الشريعة أعمال العنف. فإلى جانب الهجوم على السفارة الأمريكية، يعتبر الكثيرون الجماعة مسؤولة عن سلسلة
اعتداءات أخرى في تونس 
عودة المجاهدين يزيد الطين بلة حسب المراقبين.
محمد ولد الزين، صحفي بموقع صحراء ميديا ، قال محذرا "إذا عاد الشباب المتأثر كثيرا بالقاعدة، فإنهم سيواصلون الترويج لأفكار التنظيم ويحاولون استقطاب مجندين جدد".
وقال "وجود القاعدة لن يتوقف بمقتل قيادييها".
رياض الصيداوي، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية، يؤكد هو الآخر أن عودة المقاتلين من سوريا ومالي يشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار تونس.
وقال الصيداوي "إذا عاد لنا شباب تونسي متدرب عسكريا تعود على القتل وحمل السلاح، لم يعد القتل مسألة محرمة بالنسبة إليه. إذا توفر السلاح والفوضى وضعف الأجهزة الأمنية في البلاد، فإنه باستطاعته أن يستخدمه ضد جزء من أبناء شعبه".
وفي حالة عودة المقاتلين التونسيين في سوريا والمقدر عددهم بنحو 12 ألف (وهو رقم أوردته يومية الشروق فبراير الماضي)، من ساحة المعركة لشن الجهاد في بلدهم، فإن العواقب ستكون وخيمة في تونس حسب الخبراء.
فتونس كانت دائما تعتبر أرض دعوة وليست أرض جهاد.
منصف خبير، ناشط حقوقي شاب في تطاوين، 27 عاما، اعتبر أن دعوة أبو عياض الأخيرة للمجاهدين المغاربيين بترك الأراضي السورية و المالية و الالتحاق بالأراضي التونسية للاستقرار بداخلها، هو دلالة واضحة على الاستعداد لأمر جلل.
وقال خبير لمغاربية "نعلم جيدا كون تونس لم تكن يوما أرض جهاد و لكن ما نراه على الساحة السياسية اليوم من عدم استقرار أمني وتوفر السلاح وانتشار المعسكرات الجهادية ومن انفلات داخل المساجد، إضافة إلى صعوبة الظروف الاجتماعية للمواطنين، كلها عوامل يمكن أن تؤثر في عقول الشباب العاطل الذي قد ينساق للانضمام للقاعدة".
علاوة على ذلك، تحظى الجماعات الجهادية بحرية حركة غير مسبوقة في تونس لنشر أفكارها وتجنيد العناصر بكل يسر حسب باسل ترجمان، محلل قضايا الإرهاب، يُضاف لذلك أنه ليست هناك مراقبة لمصادر تمويلها.
ونظرا لهذه العوامل، يقول إن تونس أرضية خصبة لتصبح "أرض جهاد".
ويضيف المحلل "متى سينفجر العنف بوجه المدنيين في تونس بشكل أعمى قضية يصعب تحديد موعدها ولكن بالتأكيد لن تتأخر كثيرا طالما لم تبدأ عملية تجفيف منابعهم ماليا وسياسيا وعسكريا".
ناصر خشيني، أستاذ جامعي في الشريعة الإسلامية، يبدي تخوفه هو الآخر من تحول تونس إلى أرض جهاد وعنف.
وقال الأستاذ لمغاربية "بناء على النهج التكفيري القتالي الذي تقوم عليه السلفية الجهادية، يمكنهم أن يحولوا أي أرض إلى خراب ودمار خاصة وأن الأسلحة متوفرة والتمويل موجود إضافة إلى الدعم الإعلامي الذي يجدونه من قنوات أعدت خصيصا لهذا الغرض".
الإرهاب في تونس قد يكون أسوأ مما يتوقعه المحللون.
العروسي الدربالي ( المكنى أبو طلحة التونسي) كان من بين إحدى عشر إرهابيا تونسيا متورطا في الهجوم على مركب الغاز الجزائري عين أميناس الذي أودى بحياة العشرات في يناير. وخلال التحقيق معه، قال أبو طلحة إن التونسيين في شمال مالي "ينسقون مع خلايا أخرى لإطلاق هجمات في تونس" حسب ما أوردته الشروق .
الجهاد الحقيقي ليس هو الإرهاب حسب إمام تونسي
لكن الحجة الدينية التي يتذرع بها الجهاديون واهية حسب الإمام التونسي عدنان الفيلاني.
وقال "شتان ما بين الجهاد والإرهاب، الفرق بينهما كبير، فالله شرع للجهاد في الإسلام ولم يشرع للإرهاب والتطرف، لذلك من الضروري أن لا نخلط بين هذين المصطلحين".
وأوضح الإمام "الجهاد يكون لنشر دين الله ونصرة المظلوم، فهو جزء من منهج الأنبياء والمرسلين، وهو عبارة عن حرب عادلة لدفع العدوان أو لإزالة الديكتاتوريات الظالمة، وليس الجهاد لإرغام الناس على الدخول للإسلام".
ومضى يقول "الإرهاب عمل عدواني غير مشروع ترفضه وتنهى عنه جميع الأديان".
الحل الحقيقي لمنع العنف هو توعية الجهاديين الشباب حسب حياة بن سالم الباحثة التونسية في علم الاجتماع.
وقالت بن سالم لمغاربية "من الضروري  الحوار مع هذا الشباب الذي مارس الجهاد بالطريقة الخاطئة التي فهم بها الإسلام والنقاش معه خاصة في المسائل الدينية ومقارعته بما جاء في القرآن والسنة النبوية".
وأضافت "إعادة دمج الإسلاميين الجهاديين يجب أن تكون أولوية لدى الحكومة الجديدة في صورة عودتهم إلى البلاد، لأن غض النظر عنهم  وتجاهلهم يمكن أن تكون له آثارا سلبية على الدولة".
في حين يبدي المحللون الأمينون تخوفهم من ان الوقت قد فات لتغيير هذا التوجه.
ناصر الهاني، محلل قانوني، أبرز خلال ندوة حول مكافحة الإرهاب يوم 3 مارس في تونس العاصمة قال إن المناخ بعد الثورة أصبح 
ملائما لنمو القاعدة في البلاد.


وأضاف الهاني أن المتطرفين المسلحين يحاولون الآن استغلال الفوضى الإقليمية "لخلق نواة تابعة لتنظيم القاعدة تدير عملياتها من تونس".
نور الدين النيفر خبير في استراتيجيات الأمن الشامل، أكد للمنتدى أن تونس أصبحت بعد حادثة اغتيال شكري بلعيد تعيش تهديدا داخليا وخارجيا من الإرهاب.
وأشار إلى أن العالم اليوم أصبح أمام جيل رابع من تنظيم القاعدة نشأ بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، جيل وصفه "بالمتطور ذهنيا والمتدرب على السلاح".
وقال "الجيل الرابع هو الأخطر على الإطلاق بعد أن تلقى تدريبات جيدة على كيفية استخدام الأسلحة على الأراضي الليبية والسورية"، مضيفا أنه "جيل يعادي الغرب ويسعى إلى ضرب مصالحه الاقتصادية على الأراضي الإسلامية".
وأشار النيفر إلى أن الجيل الرابع لا يخشى الموت وهو عبارة عن خليط بين شبكات بيع المخدرات وعصابات تبييض الأموال.
وفي الأثناء، تبذل تونس قصارى جهودها لتأمين حدودها مع ليبيا والجزائر لمنع تسلل الإرهابيين والسلاح.
وطلبت تونس مساعدة الجيش الجزائري في تعقب ورصد أكثر من 300 سلفي جهادي تونسي، قرروا العودة من معسكرات القاعدة والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا بمالي إلى تونس لمواصلة النشاط المسلح هناك.
واستجابت السلطات الجزائرية لهذه الدعوة وبدأت مراقبة المقاتلين القادمين من شمال مالي باتجاه تونس.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire